تخطت أغنية “وش الخير” التى غنتها الديفا سميرة سعيد لصالح مستشفى سرطان الأطفال 57357، فى عدد مشاهدتها الـ2 مليون مشاهدة على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، وهو ما أكد على نجاح الأغنية التى ساهم فيه كثير من صناعها، إلا أن كلمة السر فى هذه الأغنية يكمن فى الشاعر الغنائى نادر عبد الله، الذى كتب كلمات مختلفة، تنتمى لنوعية السهل الممتنع، كلمات نستخدمها بشكل طبيعى فى حياتنا اليومية، بينما لا يخطر على بالنا أن نغزلها بكلمات أخرى لنصنع منها جملا لهذه الأغنية والتى تبدو أقرب لرسائل حياتية وخيرية وحكما يمكن الرجوع إليها فى المواقف المختلفة.
المتأمل فى موهبة الشاعر الغنائى نادر عبد الله، سيجد أنه اتخذ لنفسه مكانا بعيدا خارج الصندوق، يتعامل خلاله بأفكاره الأقرب لتفاصيل المرأة التى يكتب لها، فهو شديد المعرفة بأفكارها، أحلامها، متطلباتها، طموحاتها، وأيضا آلامها، كتابات نادر عبد الله فى أغنياته، يمكن وصفها بأنها كتابات صريحة ومباشرة للمرأة، هو لا يكتب عنها فقط، بل إنه يكتب بلسانها ويصف ما يدور بخاطرها فى كل تفاصيل حياتها مع الرجل، فلا ينسى أحد أغنية “لو تعرفوه”، التى كتبها نادر عبدالله لإليسا، وأسست لنجومية إليسا فى مصر، وكيف استطاعت كلماتها البسيطة أن تؤسس لمدرسة جديدة فى الكتابة، فقال نادر: “لو تعرفوه، لو يوم يقابلكوا اسألوه عن ناس هنا بيحبوه”، هذه الكلمات التى تعكس كسرة المرأة واحتياجها لحبيبها، وغيرها من الأغنيات التى كانت جديدة فى أفكارها، فقد كتب نادر لاليسا أغنية أواخر الشتا، التى جسد من خلالها لوحة فنية لعلاقة انتهت بين امرأة وحبيبها، ثم يتحدث نادر عن الفراق وألامه، وكيف من الممكن أن تنتهى علاقة بين اثنين نهاية غير لائقة، فيكتب كلمات “مصدومة”، ثم يتطرق لأزمة العنف الأسري، ويكتب أغنية “من غير مناسبة” التى غنتها إليسا أيضا.
وأكد نادر عبد الله مسبقا أن كتاباته للمرأة ليست مقتصرة على إليسا، وإن كانت قد ساهمت فى نجاح إليسا بشكل أو بآخر، لكنه بالفعل كتب كثير من الأعمال التى حققت نجاحات ومهدت لأفكار مختلفة وجديدة لعدد من النجمات على رأسهم شيرين عبد الوهاب، التى كتب لها “بكلمة منك”، ثم “بطمنك”، وأغنية “كتر خيرى” التى عبرت عن شقاوة وكيد النساء فى قصص حبهم، ومن شيرين إلى جنات، التى ألف نادر عبد الله فى أغنياته معها روايات وسيناريوهات لأفلام سينمائية وليست أغاني، فقدما سويا “الطفلة البريئة”، وبنفس الكلام، وبنفس المنطق تعامل نادر عبد الله مع أصالة، ليغزل لها قصة بكلماته وألحانه فى آخر تعاون بينهما بأغنية “ملهمته الوحيدة”.
ومن هنا استحق نادر عبد الله أن يكون الشاعر الذى يقدر على صناعة البهجة ببساطة كلماته، وصناعة الألم والحزن أيضا إن أراد، كما أنه اتخذ على عاتقه أن يكون نصيرا للمرأة فى كتاباته ومتحدثا رسميا باسم أفكارها وأحزانها وأفراحها وكذلك أحلامها.